يعود تأسيس الزاوية إلى القرن السابع الهجري /13م على يد الشيخ أيعزى وايهدى ،ويؤكد مصطفى الناعمي في هذا: الصدد أن مدينة نول لمطة ارتبط تاريخيا بانقراض زاوية أسا العاصمة القديمة لبلاد الجنوب الغربي المغربي، وعرفت هذه الزاوية نهضة كبيرة مع الفتح العربي للمغرب.
ومند القرن14 الهجري شكلت زاوية أسا مركز ا ثقافيا وحضاريا إسلاميا مهما بفضل وجود مدرسين مكلفين بتلقين المبادئ الإسلامية والدينية لروادها من الطلبة، ومع بداية القرن 17 الميلادي أصبحت أسا قبلت لتجمعات بشرية خاصة الرحال المنتمين إلى قبائل ايت اوسى، الذين انصهروا مع السكان المحلين من أصول أمازيغية.
وشكل قصر أسا مرفأ صحراوياً ذا إشعاع عالمي في ذلك الزمن، حيت ازدهرت التجارة بواسطة القوافل العابرة للصحراء والمحملة بالمنتوجات الحيوانية والتوابل والنسيج. يدرس بالزاوية طلابا يتلقون دروسا في حفظ القرآن الكريم بالإضافة إلى دروس في الحديث وقواعد اللغة العربية.
ويعتبر الماء العامل الحيوي والمحرك الضروري للحياة بمنطقة قصر أسا، والحاجة إليه تبقى المشكل الرئيسي بالواحة، هذه المادة يتم جلبها من مصدرين الأول: يتمثل في الجريان الموسمي للوادي الذي يستمد مياهه من تهاطل الأمطار، ويخترق الوادي واحة أسا مقسما إياها إلى قسمين منطقة "ايغالن iraln" على الضفة اليمنى للوادي وتكرضات takrdatt على الضفة اليسرى.
وللاستفادة من مياه الوادي فقد شيدت عليه حواجز مائية أهمها حاجز "ايكمدرigomdr "الغاية منه تحويل مياه الوادي نحو ساقية ذات اتجاهات مختلفة، وهي تقوم بافتراق ساقية" ايغالن " أما المصدر الثاني فهو جوفي يتمثل في عين تكرضات وهي عين لا تنضب، ويتم توزيع مياهها عبر ساقية" تكرضات".
على الرغم من عزلتها وبعدها عن المراكز الحضرية، وكذلك الظروف المناخية الطبيعية القاسية، فإن واحة أسا تعتبر منطقة جذب للسكان بسحرها الحضاري التاريخي فهي عرفت استقرارا بشريا منذ القدم، وقد استقر بها ساكنة وأجناس بشرية مختلفة. ورغم الاختلافات العرقية والمذهبية والاجتماعية (امازيغ – عرب - يهود) فإن ساكنة الواحة ساهمت وبطرق شتى في بناءها وفي نموها الاقتصادي والثقافي والاجتماعي,
المجال الاقتصادي: الزراعة
أن المنطقة تتميز بفرشة مائية لا باس بها، وبكثرة المنابع المائية خاصة السطحية منها، هذا ما كان له انعكاس ايجابي على القطاع الفلاحي، لقد ضل سكان الواحة مرتبطين بالأرض منذ القدم، فعرفوا كيفية التعامل مع الظروف القاسية وخلقوا بذلك نظاما سقويا خاص. يعتمد على نظام "تناست" tanasst وبهذا النظام تتم عملية سقي حقول الواحة، وكانت الواحة تجود بمنتوجات فلاحية غنية، ومن أهمها: التمور-الشعير - الدرة - القمح - بالاظافة إلى بعض الخضروات، كما اهتم السكان بتربية الماشية.
هذه المنتوجات مكنت من سد حاجيات السكان الغذائية، ويتم تصدير الفائض منها إلى الأسواق المجاورة
الصناعة الحرفية
استفادت هذه الصناعة من المواد الأولية التي كانت تجود بها غابة وادي درعة، وقد ساهم الصناع الحرفين في توفير الأدوات الفلاحية من محارث ومعاول، وكذلك الأدوات المستعملة في البناء (التابوت، النوافذ، الأبواب،) وبعض الأواني المطبخية.
أما حرفة الحدادة عرفت هي الأخرى ازدهارا كبيرا خاصة بالمنطقة العليا من القصر(درب ايمزيلن)، كما تطورت حرف مرتبطة بالمنتوجات الحيوانية كغزل الصوف وصناعة الزرابي وبعض الملابس الصوفية
لعبت زاوية أسا دورا كبيرا في تحقيق التكامل والتعاون في مجتمع القصر، حيث كانت تجمع الأعشار والزكاة بالزاوية، بعد ذلك توزع على ذوي الحاجة من السكان وعلى طالبي العلم والزيارة.
ويعتبر موسم الزاوية "المكار" الذي يتزامن مع المولد النبوي الشريف أكثر تجسيدا لمظاهر التكافل والتعاون، من جهة أخرى لعب مجلس ايت أربعين دورا هاما خصوصا في فك النزعات القائمة.
والى جانب هذه المظاهر هناك مظاهر التبادل والتكامل ثم الانشقاق والتنافر والتناقض رغم قلتها.